حوار مع نائب رئيس حزب الأمة القومي إبراهيم الأمين: لقاءات الإسرائيلين فيها ألغام ستنفجر

410

،،، أية محاولة لتعطيل المؤتمر العام.. سيتضرر منها الحزب.

،،، لابد من وقف القتل قبل الحديث عن حلول سياسية.

مقدمة :
لازالت الأوضاع السياسية في السودان، تشهد تصعيداً مستمراً على خلفية تمترس كل طرف في موقفه، المكون العسكري يرفض التراجع وتنفيذ مايريده المدنيون، والمكون المدني يصر على إسقاط انقلاب 25اكتوبر ، ورغم الإعلان عن حكومة تصريف أعمال إلا أن الاحتجاجات المستمرة جعلت الموقف مرتبكاً، على الصعيد الخارجي لم تفلح التدخلات الدولية ومؤسساتها في الوصول إلى صيغة يتوافق عليها الأطراف المختلفة في السودان، اليوم التالي.. في إطار سعيها لعكس صورة المشهد السياسي وتقديم قراءات دقيقة لواقع الأوضاع، التقت القيادي بحزب الأمة القومي نائب رئيس الحزب دكتور إبراهيم الأمين في حوار تناول أبعاد الأزمة السودانية، والمساعي المبذولة لحلها ومواقف المختلفين، ودكتور إبراهيم يعتبر من الشخصيات التي ظلت تشخص الواقع السياسي السوداني وتقدم مقترحاتها للحلول بجرأة حتى داخل حزبه، وله آراء ومواقف مشهودة، طرحها بصراحة عبر هذا اللقاء فإلى مضابطه

حوار/فاطمة مبارك

حتى الآن لم يتجاوز المشهد السياسي، مسألة الانقلاب كيف يمكن إيجاد مخرج للأزمة على ضوء هذه الأوضاع ؟

انقلاب 25 اكتوبر الماضي، شكل نكسة ترتب عليها آثار كارثية في البلاد، الاعتراف بالانقلاب والتعامل معه يعني مزيداً من المعاناة للمواطنين، في ظل نظام عاجز عن القيام بالتعبير عن التوازن الفعلي للمصالح الاجتماعية المتعددة، التي تتجلى في انسداد الأفق والاحتقان السياسي.
نحن في دولة تعاني من انفصال جوهري في أداء وظائفها، وذلك لانفصالها عن المجتمع، ولغياب الأطر السياسية التي تمتلك عوامل اجتماعية تمكنها من القيام بدورها.

الحالة السياسية الراهنة، اختلف السياسيون في توصيفها، وفقاً لقناعاتهم، كيف تراها أنت ؟

البلاد اليوم في حالة شلل تام تتحكم في مساراتها السياسية والاقتصادية والخدمية، قرارات فوقية عشوائية، حيث لاتوجد مؤسسات وإن وجدت لايتوفر لها الكادر المؤهل، في غياب تام للمؤسسية والرقابة والمحاسبة والانضباط، مما أضاع هيبة الدولة وقدرتها على اتخاذ القرارات الصحيحة المرتبطة بقضايا المواطنين، علماً بأن الثورة قام بها الشباب والشعب السوداني من أجل المواطن، وشعار اتها تعبر عن هذا التوجه.

ماهو المطلوب الآن لإعادة هذا التوازن للدولة الذي قلت إنه مفقود؟

القضية العاجلة بالنسبة لنا أن يتخذ قراراً شجاعا لوقف القتل المتعمد بالرصاص الحي، قبل أية حديث عن حلول سياسية، دماء الشهداء التي روت أرضنا الطاهرة غالية وستظل نقطة سوداء في جبين كل من ارتكب الجريمة.

ماتقيمكم للمبادرات التي طرحت لأحداث توافق بين المتباينين بما فيها مبادرة حزب الامة؟

دعيني اتحدث عن المبادرات بصورة عامة،
الناس يتحدثون عن حوار، والشباب لديهم رأيي، يرون ان المكون العسكري ارتكب فظائع، لذلك هم رفعوا اللاءات الثلاثة،
بالنسبة للحوار توجد ثلاث فئات، فئة مندمجة وتريد ان تمضي الأمور بأية صيغة، فئة رافضة لأنها حددت موقفا لن تتراجع عنه، وفئة وسط، وأعتقد الفئة التي تفكر في الحوار لابد أن يكون حول قضايا.

انت ماذا ترى ؟

انا اعتقد قبل الحديث عن اية حوار، يجب أن يوقف القتل، مايحدث اليوم من انفلات همه مواجهة شباب الثورة باستخدام الرصاص الحي وأعتقد نحن في حالة تصعيد لايمكن أن نتحدث عن الحوار، كذلك كثير من الناس يتحدثون عن الحوار بطريقة فيها كثير من الضبابية،

ماذا تقصد؟

اقصد ان الحوار يجب أن يكون حول قضايا وليس أفراد، وهذا هو الخطأ الذي وقعت فيه معظم المبادرات.
إضافة إلى ان من مشاكل الحوار، وجود اختلاف داخل المكون العسكري والمكون المدني، وداخل الأحزاب نفسها، وبالتالي قبل أن نتحدث عن مبادرات يجب أن تكون الرؤية واضحة، نتكلم عن قضايا اساسية،

مثل ماذا؟

اولا، قضية الأسلوب المتبع في القتل لابد أن يوقف،كما يجب أن نحدد موقفنا من التحول الديمقراطي والدولة المدنية، وهذا لايعني ان نحاور الموجودين في الحكومة حاليا،
و إذا كانت مصلحة البلد تقتضي عدم دخول كل الذين شاركوا في العملية منذ البداية، مدنيين وعسكريين،يجب أن يحدث ذلك

اذا انت ترى أن كل المبادرات فاشلة ؟

لا أقول فاشلة، لكن متعثرة لأسباب كثيرة، لاتوجد جهة لديها سلطة على العساكر لتضغط عليهم، الان الضغوط الامريكية والإقليمية ل(مع والضد) آثارها على المواطن اكثر من قادة الانقلاب، لذلك لاخيار لنا غير التحول الديمقراطي والدولة المدنية.

انت لاتتوقع لها مستقبل؟

كل المبادرات بالصورة التي طرحت بها، فيها خلل كبير، سيضعف دورها في أحداث اية عمل إيجابي.

لم تحدثنا عن حزب الأمة ومبادرته ؟

قلت لك، سأتحدث بصورة عامة
لكن حزب الأمة فيه خللا تنظيميا، وانا محسوب على الشباب ومنحاز انحيازا مطلقا لشباب الحزب والسودان.

لكن، لابد من حديث عن حزبكم ؟

لاشك اننا فقدنا الإمام الصادق، وهو فقد للحزب والسودان، كنا حريصون على عمل قيادة جماعية وتوصلنا الى مشرَوع يستمر لمدة عام فترة انتقالية، نعمل فيه عبر توافق، بدأ بمؤسسة الرئاسة ومجلس التنسيق والمكتب السياسي، وكان الهدف على اساس ان، اختيار الأخ فضل الله يكون رئيسا مكلفا ويتخذ قراراته في إطار القيادة الجماعية أو مؤسسة الرئاسة، لكن حصل خلل في هذا الجانب.

ماطبيعة هذا الخلل؟

لا اريد الخوض في التفاصيل، لكن ما اريد التركيز عليه اننا التزمنا في كل مؤسسات الحزب، بأن تستمر الفترة الانتقالية التي ندير فيها الحزب بصورة مؤقتة لمدة عام، على أن يعقد المؤتمر العام للحزب، لاختيار قيادة جديدة، القيادة الحالية فرضتها الظروف، وقطعا تولينا للأمر لايمكن أن يستمر لأكثر من عام،

اذا استمر ماذا انتم فاعلون؟

اية محاولة لتمديد الفترة اكثر من عام سيكون فيها ضررا كبيرا. خاصة أن هناك كثير من الآراء الناقدة لادارتنا للحزب لذلك لابد من التعجيل بعقد المؤتمر العام، وعدد كبير يرى ان اي محاولة لتمديد الفترة أو محاولة تعطيل المؤتمر العام، سيكون فيه ضررا كبيرا للحزب ويكون ادائنا مجال للنقد.

الان الفترة الانتقالية في الحزب تجاوزت العام؟

لذلك قلت لك، انا شخصيا ساجد صعوبة كبيرة جدا في الاستمرار، مالم يتعامل الناس مع قضية المؤتمر العام بجدية لتسليم إدارة الحزب للمؤتمر العام والادارة المنتخبة.

دعني أسألك عن مواقف شخصية، اقتربت في فترة من الحرية والتغيير الميثاق الوطنى، لكنك انسحبت من مؤتمر التدشين بقاعة الصداقة، ماالسبب؟

الحصل كالاتي، حزب الأمة تقدم بمبادرة بهدف جمع كل قوى التغيير، وكانت محضورة من كل الأطراف، عقدنا الاجتماع في. دار حزب الأمة.

ماذا دار في الاجتماع؟

انا تقدمت فيه، بسؤال قلت لهم هل ماحصل اتجاه القضايا، كان مقنعا وسيؤدي للنتائج المرجوة، وإذا كانت الإجابة بنعم، يجب أن نتفرتق من الان، وإذا كانت بلا نبحث عن الكيفية التي نعالج بها قضايانا،

ماذا كان الرد؟

بدأ النقاش، كانت هناك هجوم على المجلس المركزي، وفي آخر الاجتماع قلت لكمال بولاد هناك اتهامات كثيرة موجهة لك رد عليها. واعطينا الناس زمن حتى يدلوا بدلوهم في الموضوع وبناءا على ذلك، اقترحت ان ياتي اي مكون بكلام مكتوب من مادار شفاهة، على أن نجتمع في نفس المكان، محمد ضياء عدل الاقتراح واقترح ان تتكون لجنة فنية، حتى يتم صياغة الاراء في ورقة واحدة، بعد خروجنا من الاجتماع كان هناك هجوم شديد على حزب الأمة.

ماسبب الهجوم؟

هم شعر ا بأن حزب الأمة حزب مبادر، ففكروا في مبادرة أخرى

حدثنا عنها؟

لا اريد الخوض في تفاصيلها، لأنني سادين كثيرين ولا أريد ادانتهم، المهم خلقوا حاجه اسمها التحالف الحاكم، لكن الفترة الانتقالية مثل الكبرى، يجب ان يمضي فيها الناس ببرنامج وعزيمة واحدة، وهذا يتطلب وجود مجموعة متماسكة في القيادة، الناس لايختلفو ن في الفترة الانتقالية هؤلاء ابعدوا الآخرين كلهم.

من هم الاخرين؟

الحركات المسلحة وبعض الأحزاب بالنسبة للحركات المسلحة الامام الصادق كان رئيسا للنداء السودان، لكن لتتم مناقشة هذه القضية في اللجنة الفنية، انا شخصيا كان لدي مشكلة معهم في التفاوض، قدمت اقتراح لما طرحوا قضية الاتفاقية وهم تأثر ا بنيفاشا التي كانت فيها الاتفاقية تعلو على الدستور، ولأن الاتفاقية لا تعلو على الدستور، انا اقترحت تضمنها في الدستور لذلك هاجموني وذهبوا لاديس ابابا،

ماذا حدث بعد ذلك؟

فجاءة دخل ناس التحالف الحاكم في اجتماع قاعة الصداقة وتحدثوا عن توحيد الحرية والتغيير وقالوا حمدوك يقود المبادرة، وهؤلاء رفضوا، وأصبح ليهم رأي آخر.

لم تحدثنا عن أسباب انسحابكم من القاعة؟

انا في الاجتماع الذي حضرته قابلت جبريل ومناو ي، قلت لهم في هذه المرحلة، يجب أن لا نتحدث حديث يعرقل التوحيد الذي ندعو اليه، يجب أن نركز على توحيد قوى الحرية والتغيير( ا وب) و قوي التغيير التي أصبحت لها رأي في كل المسارات (تجمع المهنيين والحزب الشيوعي) وقوى التغيير من لجان المقاومة التي فشلنا في تقديم القدوة لها وأية محاولة لإدخال قوى خارج الحرية والتغيير سيحدث نكسة، هذا مااتفقنا عليه.

ألم يلتزموا؟

لما اتينا للاجتماع اتضح أنهم اتصلوا بأطراف أخرى، قلنا لهم اذا دخل أية طرف لتغيير المعادلة لن نكون معكم.

بعضهم قال أنت أصلاً كنت متردداً من البداية؟

أنا لست متردداً، بل رافضاً، لايمكن أن أدخل في عملية تؤدي لانشقاق داخل حزبي أو داخل الحرية والتغيير. لأنني أعمل على جمع الناس.

مارأيكم في مبادرة الأمم المتحدة لحل أزمة البلاد التي قبلتها معظم الأحزاب ؟

من الصعب جداً أن ترفض الأحزاب مبادرة الأمم المتحدة، لكن من عيوبها، أنهم قالوا هى ليست مبادرة وإنما يريدون جمع الناس وأن يتوسعوا في عملية التشاور، وبعدها سيقدمون مايريدون تقديمه، لكن أي مبادرة، سواء كانت من الأمم المتحدة أو غيرها الناس يجب أن لا ترفضها رفضاً مطلقاً ، وتنظر إلى إيجابياتها وسلبياتها وتصل لقواسم مشتركة، لكن أنا أتحدث عن الفكرة نفسها.. اذا كنت تريد دعوة أشخاص ليتقابلوا ويعرضوا آراءهم، هذا لن يؤدي إلى عمل إيجابي.

هل لازالت هناك فرصة لإيجاد مخرج للأزمة ؟

أنا متفائل.

لقاءات المسؤولين السودانيين والإسرائيلين فيها ألغام ستنفجر في مرحلة ما
النفوذ الأجنبي في القرار السوداني أصبح كبيراً

مقدمة:
ما زالت الأوضاع السياسية في السودان، تشهد تصعيداً مستمراً على خلفية تمترس كل طرف في موقفه.. المكون العسكري يرفض التراجع وتنفيذ ما يريده المدنيون والمكون المدني يصر على إسقاط انقلاب 25 أكتوبر، ورغم الإعلان عن حكومة تصريف أعمال الا أن الاحتجاجات المستمرة جعلت الموقف مرتبكاً، على الصعيد الخارجي لم تفلح التدخلات الدولية ومؤسساتها في الوصول إلى صيغة تتوافق عليها الأطراف المختلفة في السودان.. (اليوم التالي) في إطار سعيها لعكس صورة المشهد السياسي وتقديم قراءات دقيقة لواقع الأوضاع، التقت القيادي بحزب الأمة القومي نائب رئيس الحزب دكتور إبراهيم الأمين في حوار تناول أبعاد الأزمة السودانية، والمساعي المبذولة لحلها ومواقف المختلفين، ودكتور إبراهيم يعتبر من الشخصيات التي ظلت تشخص الواقع السياسي السوداني وتقدم مقترحاتها للحلول بجرأة حتى داخل حزبه، وله آراء ومواقف مشهودة، طرحها بصراحة عبر هذا اللقاء فالى مضابطه..
قلت في حوار سابق إن الانقلاب كانت وراؤه قوى أحنبية ما هي؟
ما في شك، لكن الناس عندما تتحدث عن موضوع لابد ان تأتي بما يؤكد أن هناك شبهة، لا توجد معلومات محددة، لكن نحن في فترة التفاوض اتفقنا على وثيقة دستورية تتم بموجبها شراكة، وتكوين جهاز تنفيذي وتشريعي وسيادي، تكونت هذه الأجهزة ولم يتكون المجلس التشريعي، يبقى السؤال لماذا لم يتكون المجلس التشريعي، في نفس الوقت لم يكن هناك اهتمام بالعدالة ولم تتكون مفوضية المحكمة الدستورية والعدالة الانتقالية، وفي الظروف القاسية التي نعيشها ونحن ننتقل من نظام ديكتاتور الى فترة انتقالية، تتم فيها إعادة صياغة كل القضايا والمؤسسات بالصورة التي تمهد الى ديمقراطية مستدامة، تتكون حكومة عرجاء، من الجهاز التنفيذي فقط

لكن عدم تكوين المجلس التشريعي حسب ما قيل يعود لاختلاف داخل تحالف الحرية والتغيير الحاكم وقتها؟

حتى إذا افترضنا أن هناك خلاف حول تكوين المجلس التشريعي بين التحالف الحاكم وقتها، فما هي أسباب عدم تكوين المفوضيات، وفي مقدمتها مفوضية العدالة الانتقالية ومفوضية المحكمة الدستورية التي تحفظ التوازن وتمكن المواطن من رفع قضية ضد الدولة.

ما هدف تلك القوى التي قلت إنها، وقفت ضد تكوين البرلمان؟

واضح هناك جهة ما، داخلية وخارجية تريد استمرار السودان في حالة الفوضى وسلطة الأفراد الذين يمكن التأثير عليهم لاتخاذ القرارات التي لا يمكن أن تقبل مطلقاً.

قرارات مثل ماذا؟

مثل مقابلة رئيس مجلس السيادة لنتنياهو في يوغندا، هذه قضية مصيرية لا يمكن أن تتخذ من قبل شخص واحد، لكن هناك مصلحة لأطراف داخلية وخارجية، في أن تكون الحكومة عرجاء لتؤثر فيها قرارات دول أخرى، كذلك مفوضية العدالة الانتقالية، لم تكن رغم أننا لدينا قضية فض الاعتصام، والآن تشهد البلاد تصعيداً للقتل أخذ طابعاً انتقائياً ومعلناً جعل المؤسسة القضائية والمسؤولين في وزارة العدل يتخذون موقفاً ضده.. الممارسات التي تتم خارج القانون هي جزء من أهداف استمرار السودان في يد أطراف داخلية وخارجية لا تريد للسودان نظاماً ديمقراطياً ودولة مدنية.

ماذا تريد أمريكا من السودان على خلفية، الوفود التي زارته مؤخراً؟

أي دولة صغيرة أو كبيرة لديها مصالح، أمريكا لديها تباين في سياستها الخارجية، هناك التيار المثالي والتيار الواقعي، الرئيس الأسبق جورج بوش تحدث مرة بصراحة قال: نحن نهتم بالديمقراطية، لكن هناك صعوبة في تطبيقها في العالم العربي، إذا طبقناها فيه هذا يعني أن الحاكم يستمد سلطته من الجماهير وبالتالي يكون ولاؤه لهم وقد تتعارض مصالح الحكومة المنتخبة أو الحاكم مع مصالح أمريكا، هذا شيء مشروع بالنسبة لهم، لكن غير المشروع أن يخضع نظامنا لتوجهات مصالح دولة أخرى.

ما تأثير التدخلات الأجنبية على السودان؟

للأسف الشديد في هذه الفترة أصبح نفوذ المكون الأجنبي في القرار السياسي كبير جداً، وهذا نتج من عدة أسباب أهمها، وجود قصور في الطريقة التي تدار بها شؤون البلد، وقد تتفاوت الأخطاء لكن قمة الأخطاء، عمل انقلاب، لأنه مهد للأطراف التي تريد التحكم في القرار السياسي للبلاد.

لصالح أية مكون يعمل الأمريكان في السودان؟

يجب أن لا ننظر للدور الأمريكي من منطلق أنه منحاز للعسكر أو المدنيين، أمريكا تعمل لمصالحها، أكبر دليل على ذلك في بداية الإنقاذ وفي قمة عدائها للحكومة السودانية آنذاك، في هذا الظرف كان هناك مجالات للتعاون بين حكومة الإنقاذ وأمريكا.

تعاونوا في ماذا؟

الرئيسان ملس الزيناوي وأسياسي افورقي كانا في السودان في تلك الفترة، وأنا كنت على علاقة معهما في فترة الديمقراطية الثالثة، بعد ذلك تولتهم الإنقاذ، وبدأ التفكير في دخولهم إثيوبيا تزامناً مع اكتمال الحلقة الأخيرة للثورة الإثيوبية، وغادرا بطائرة قادها الفاتح عروة، ما ذكرته يؤكد أن الولايات المتحدة الأمريكية تلعب بالبيضة والحجر لتحقيق مصالحها، لذلك لا ينبغي أن ننظر لها على أنها مع أو ضد أي مكون في السودان، فهي تعرف ما تريده من السودان لكن للأسف لا العسكريون ولا المدنيون يعرفون ماذا يريدون من أمريكا.

كأنك تقول إنها تريد مصلحة إسرائيل؟

العلاقة بين أمريكا وإسرائيل علاقة فوق كل العلاقات، لأن لها بعد ديني، قضية إسرائيل أخذت للضغط على السودان لتحقيق مصالح لإسرائيل، وهناك تقرير صدر من المخابرات الإسرائيلية، اعتبر أن النجاح الذي تم في الفترة الأخيرة كان هو تطبيع العلاقات مع السودان، على خلفية اعتقادهم أن أسلحة الفلسطينيين، كانت تأتي عن طريق السودان، ويعتبرون وجودهم في الداخل يمكنهم من منع أي شيء قبل حدوثه، ويحميهم من أي تهديدات يمكن أن تأتي من القرن الأفريقي، مثل الهجرة غير الشرعية، إضافة إلى قضية مياه النيل.

الزيارة الأخيرة للإسرائيليين للسودان ما هدفها؟

الزيارة تعتبر جزءاً من الصراع على المستوى العالمي والإقليمي، حتى تمكن الجناح الذي يتعامل معها من السلطة، ليكون هناك تحالف في المستقبل، لكن أقول لك ما تم بين السودان وإسرائيل غريب.

كيف؟

لا يمكن أن تترك قضية مصيرية مثل قضية العلاقة مع إسرائيل، لفرد أو مجموعة من الأفراد للتحكم فيها، عادة القضايا الكبرى يتم تناولها من خلال مراكز البحوث والدراسات وتتوفر فيها الشفافية

هل وصلت العلاقة مرحلة التطبيع؟

لا توجد معلومات عن الاتفاقات التي تمت في عنتيبي والمشاركة التي تمت بوزراء في الإمارات، وزيارة المخابرات الإسرائيلية للخرطوم وزيارة الإسرائيليين الأخيرة، كل هذه الزيارات تمت بصورة معتمة، وفيها ألغام ستنفجر في مرحلة ما، لكن إسرائيل لأنها مجتمع مفتوح نشرت كل المعلومات لشعبها ونحن يتحدثون باسمنا ولا ندري الى أين ستقودنا هذه الاتفاقيات.

هذا يشير الى أن إسرائيل تعول على العسكريين في السودان؟

الإسرائيليون يعتقدون أن النظام في السودان يحكمه عسكري بسلطة مطلقة، تمكنهم من وجود تحالف عريض وأشياء أخرى تتم لخدمة التحول الذي سيحدث في المنطقة ككل، شيمون بيريز قال بوضوح إنهم سيكونون أعضاء في الجامعة العربية لأنها ستكون جامعة الشرق الأوسط ووجود سيكون مؤثراً، لذلك ما يتم الآن كله تمهيد لتحقيق تلك الأهداف، الآن كل الجيوش العربية القوية خرجت من معادلة الصراع العربي الإسرائيلي، تم تكسير الجيش العراقي وتفتيت الجيش السوري، وتحييد الجيش المصري عبر اتفاقية.

الإعلام الخارجي تحدث عن أن الإسرائيليين قدموا تعاوناً تقنياً وفنياً لقوات الدعم السريع ما تعليقكم؟

هذه معلومات من الصعب نفيها أو إثباتها، لكن البيئة والطريقة التي تتم بها الأشياء تساعد على حدوث أي شيء.

برأيك ما دواعي زيارة نائب رئيس المجلس السيادي محمد حمدان دقلو لإثيوبيا؟

موضوع إثيوبيا حساس ولدينا علاقات متشابكة مع إثيوبيا ومصر فيما يخص سد النهضة، وأنا مؤمن بضرورة عدم الإقدام على أي عمل عنيف وحروب بين هذه الدول الثلاث، لأن السودان سيكون هو الخاسر، فإذا تفككت إثيوبيا سيأتي الإثيوبين إلينا والحرب ستتم في الأراضي السودانية، لذلك لابد من النظر للعلاقة بين الدول الثلاث في إطار المصالح والتكامل الاقتصادي.

ماذا عن توقعاتك لأجندة الزيارة؟

أعتقد أنه لا يمكن أن يكون فيها حديث حول سد النهضة، لأن هذه ليست قضية ثنائية، أما قضية الحدود مع إثيوبيا فأعتقد الأرض ملك لنا، وليس هناك مجال للمساومة فيها، لكن مستعدون لإيجاد حلول مع الاحتفاظ بأرضنا وسيادتنا.

البعض توقع أن تكون زيارة قائد الدعم السريع لإثيوبيا ذات أهداف فردية؟

نخشى أن تكون الزيارة تمت بصورة فردية، تخدم جزءاً من النظام وليس كل السودان.
اليوم التالي

تعليقات
Loading...

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد