الجيش السوداني يصد هجوما على قاعدة المدرعات… وقصف متبادل في أمدرمان

وكالات: الفلاسفة نيوز

استؤنفت المعارك، أمس الخميس، في محيط قاعدة المدرعات جنوبي الخرطوم ومنطقة أمبدة غربي مدينة أمدرمان، فيما تواصل القصف المدفعي المتبادل في مناطق أخرى في العاصمة، مما أدى لوقوع ضحايا مدنيين.

وتصدى الجيش لمحاولة هجوم من قوات «الدعم السريع» على ارتكازات له في في الأحياء المتاخمة لقاعدة المدرعات.

وقال شهود عيان لـ «القدس العربي» إن الاشتباكات تجددت كذلك في منطقة أمبدة غربي أمدرمان، واستخدم الطرفان الأسلحة الثقيلة والخفيفة، مشيرين إلى تساقط بعض القذائف على أحياء الثورة القريبة من مناطق القتال مما أدى إلى وقوع إصابات وسط المدنيين. ويشهد السودان حربا مستعرة منذ منتصف أبريل/نيسان الماضي بين الجيش والدعم السريع بسبب خلافات حول قضايا الدمج والإصلاح العسكري والاتهامات المتبادلة بالسطو على السلطة بقوة السلاح. ووفق ما قال الكاتب الصحافي حسام ذو النون، لـ«القدس العربي» «بعد خمسة أشهر من الحرب، يمتلك الدعم السريع انتشارا في عدد من المناطق دون سيطرة عليها، كما أن تلك القوات فقدت الكثير من قدراتها العسكرية القتالية في الأفراد والعتاد، بالإضافة إلى فقدان القيادة المركزية التي تخدم أهدافا استراتيجية».

وزاد: «بالرغم من كثرة الأخطاء العسكرية في بداية الحرب، إلا أن الجيش استطاع إفشال المخطط، والبدء في تدمير القدرات القتالية للدعم السريع، وهو أمر ملاحظ ولا يحتاج لشواهد لتأكيده».
وأوضح أن «ميزان القوة يميل بصورة كاملة لصالح الجيش، الذي عمل وفق استراتيجية عسكرية نجحت في تحقيق أهدافها التكتيكية، لخدمة الرؤية الكلية لكسب الحرب، بالرغم من الأضرار الفادحة التي كان ضحيتها المواطنون وممتلكاتهم وأرواحهم».

ولفت إلى أن «عقيدة الجيش القتالية تعتمد على تطبيق نظريات عسكرية تقوم على مراحل وأدوات وخطط مرتبة وفق تقديرات عسكرية ميدانية، ما ساعد على إضعاف وتدمير القدرات القتالية للدعم السريع بنسبة تتجاوز 70٪».

وواصل: «الضربات الممنهجة التي تعرضت لها قوات الدعم خلال الشهور الماضية، أحدثت تغييرا في أهدافها، إذ انتقلت هذه الأخيرة من السيطرة الكاملة على السلطة، إلى الدخول في عملية تفاوضية تمنحها ميزة التعامل معهم كحركة مسلحة ذات مطالب سياسية».
ووصف الهجمات التي تنفذها قوات «الدعم» على قاعدتي المدرعات والمهندسين بـ»الانتحارية» معتبراً أنها «تهدف لإنهاك جنود الجيش بتلك المناطق العسكرية وإضعاف معنوياتهم كما تقود لإحداث اختراق عسكري يحسن من موقف قوات الدعم السياسي ويجبر الجيش على العودة إلى التفاوض».
وجزم بأن «تحقيق قوات الدعم لانتصارات عسكرية حاسمة في منطقتي المدرعات وسلاح المهندسين هو أمر ذو احتمالات ضعيفة للغاية، لكنها تعمل على توفير الزخم الإعلامي، الذي يجعلها تحافظ على تماسك بعض قواتها من الانهيار».
وحذر من أن «عامل الزمن الذي يعول عليه الجيش في تحقيق نصر عسكري حاسم، هو عامل ذو حدين، وذلك بسبب تدهور الأوضاع الاقتصادية والإنسانية بصورة كبيرة، كما أن المجتمع الدولي لن يستمر في لعب دور المتفرج لوقت أطول، خاصة وأن تأثيرات الصراع في السودان لديها نتائج على المحيط الإقليمي واستقراره». إنسانياً، وصلت معاناة مرضى الكلى في عدد من ولايات السودان، خاصة الجزيرة ونهر النيل، إلى مستوى غير مسبوق من التدهور، وذلك بسبب انعدام بعض المستلزمات الطبية الأساسية والأدوية.
وقال مواطنون لـ «القدس العربي» إن مستشفى ودمدني لأمراض وجراحة الكلى يعيش حالة من الإهمال، إذ يفترش المرضى الأرض في ظل وفاة عدد منهم نتيجة انعدام أدوات الغسيل والأدوية الضرورية.
والمستشفى يعاني من ضغط العمل وشح الإمكانيات، بعد أن أصبح قبلة للكثير من المرضى، ما أدى إلى نفاد جزء مقدر من مخزون الأدوية الإسعافية والاحتياطية.
وفق تقديرات وزارة الصحة فإن 8 آلاف مريض غسيل كلوي يتلقون خدماتهم عبر حوالى 150 مركزا صحيا في كل ولايات السودان. كما يوجد 4.5 ألف زارع كلى يتلقون علاجهم في مراكز وجودهم في الولايات مجانا.
وأشارت الوزارة الى أنها تلقت دعماً من دول صديقة ومنظمات عالمية، لكن كانت هناك مشكلة في الوصلات بين ماكينات الغسيل والمرضى، وهي تعمل الآن لحل المشكلة ومعالجة النواقص في كل مراكز الكلى في الولايات المختلفة.
إلى ذلك، أكد تجمع الصيادلة السودانيين إزدياد معاناة المرضى في السودان يوما بعد يوم خصوصا مرضى الكلى، والسكري والسرطان، نتيجة لأزمة الدواء المتفاقمة.
وانتقد السلطات الصحية بالتلاعب بحياة المواطنين ووضعها في أسفل قائمة أولوياتها. واعتبر أن اعتمادها على المنح والهبات «جريمة» وكان الواجب العمل على توفير التمويل والاستقرار الدوائي في البلاد.

(القدس العربي)

شاهد أيضاً

في اتصال هاتفي ..«حميدتي» يعد مسؤول أممي بتسهيل وصول المساعدات للمتضررين من الحرب

وكالات: الفلاسفة نيوز تعهد قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو “حميدتي” الأحد، بتسهيل انسياب …

الفلاسفة نيوز

مجانى
عرض