مناطق لم يصلها مسؤول منذ الاستقلال…
الطاهر حجر… يصل قرى الصفر التنموي بشمال دارفور… كيف كانت رحلة الـ(30) يوما… وما هي أبرز التزاماته وتعهداته للمواطنين

تقرير: عيسى دفع الله

عند الرابعة فجرًا من صباح السابع عشر من ديسمبر المنصرم تحرك رتلا من سيارات الدفع الرباعي تقل عضو مجلس السيادة الانتقالي الطاهر أبو بكر حجر، والوفد المرافق له من قيادات تجمع قوي تحرير السودان متجهًا صوب شمال دارفور بَرًّا لتلبية دعوة مبادرة تنمية دارقلا.
برفقة قوة حماية شخصية للوفد من جيش التجمع شهد لها الجميع بالانضباط والالتزام بقيم العسكرية.

تجاوب المجتمع المحلي مع الزيارة

السفر بَرًّا بدلاً عن الجوه

لم يكُ الطريق البري سالكًا هناك كانت تنتظرنا المطبات والحفر التي اتسع نطاقها على طول المنطقة الممتدة من بارا بشمال كردفان حتى النهود بغرب كردفان مبلغًا عن معاناة حقيقية يجدها سالكي الطريق من المسافرين إلى مدن كردفان المختلفة وإقليم دارفور.

يقول عضو مجلس السيادة الانتقالي الطاهر أبو بكر حجر ، أن هناك أسبابا موضوعية دفعته لاختيار السفر بَرًّا بدلًا عن الطيران في مقدمتها تحمل روح المسؤولية وتلمس معاناة المسافرين عبر الطريق لوضع معالجات عاجلة له إلى جانب الوقوف على أوضاع المواطنين بمناطقهم وهم على طبيعتهم دون تكليف أو تجهيزات وتحضيرات مسبقة كما جرت العادة عند زيارة رجال الدولة إلى الحضر والفرقان والبوادي.

محطات في الطريق

في مدينة الأبيض تم استقبال وفد عضو مجلس السيادة من قبل مكتب تجمع قوي تحرير السودان بشمال كردفان، كما جرت العادة في أن يتوقف الوفد ويجد حفاوة في الاستقبال عند كل المدن والقرى والفرقان متلمسا أحوال المواطنين حول أساسيات التنمية المتمثلة في توفر مياه صالحة للشرب والصحة والتعليم وشبكات الاتصالات.

مناطق لم يزرها مسؤول منذ الاستقلال

بفعل تصنيف النظام البائد وسوء تعامل الحكومات المتعاقبة منذ الاستقلال لم تجد المحليات الشمالية لولاية شمال دارفور أي مظهر تنموي لخدمة إنسان تلك المناطق الممتدة من الحدود التشادية المحاذية لمحلية الطينة وصولا إلى منطقة المالحة كل تلك المناطق التي تجمع دار ميدوب ودار زغاوة تعاني من فقر تنموي تنعدم فيها طرق الأسفلت وعدم توفر المراكز الصحية والمستشفيات وأن وجدت فهي بالية وتعاني من نقص الكوادر الطبية وهي ذات مشكلة الخلاوي والمدارس التي يديرها المتطوعون من دون أن يكون لوزارة التربية والتعليم بشمال دارفور أي دور يذكر رغم تأكيد والي شمال دارفور نمر عبد الرحمن، بمعالجة نقص المعلمين البالغ (2600) معلم وإتمام نقص المدارس والإجلاس والكتاب المدرسي.

أوضاع المدارس تخبر عن سوء الحال المستمر على طول السنوات الماضية والحالية رغم بصيص الأمل الذي دب في المجتمع بفعل المبادرات المجتمعية التي حركت المياه الساكنة لازدهار مستقبل تلك المدارس المبنية بالقش والطين وبعضها بالحطب فقط هي حتى لا تحمي الأطفال من زمهرير الشتاء القارص وحرارة الصيف الحارقة ناهيك عن عدم قدرتها الثبات في الخريف بسبب فصلوها التي لا تحميها من الأمطار.

المفارقة أن أغلب القرى والفرقان التي حط فيها حجر رحاله فيها لم يسبق أن زارها مسؤول حكومي حتى لو كان مسؤولًا عن وحدة إدارية ناهيك عن زيارة معتمد أو مدير تنفيذي وحسب- آراء مواطنو تلك المناطق أن والي شمال دارفور الأسبق محمد يوسف كبر ساهم في تخلف مناطقهم بالاستهداف المستمر للأهالي وتضيق الخناق عليهم اِقْتِصَادِيًّا بالتزامن مع الحرب المستمرة في كل الجبهات.

(45) منطقة توقف عندها الوفد

رحلة الشتاء في أقاصي شمال دارفور تزامنت مع موجة برد قارص في تلك المناطق المتاخمة للصحراء الكبرى استغرقت الجولة شهرًا كاملًا وقف خلالها على المؤسسات الأمنية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية تركيزًا على قضايا التعليم والمياه والصحة وشبكات الاتصالات المعدومة في جل المناطق التي دمرها الصراع في دارفور منذ انطلاقتها في العام 2003م وبدأ عضو مجلس السيادة الانتقالي جولته بمنتصف ديسمبر المنصرم بمحليات شرق الفاشر ضمت أم كدادة ومحلية الفاشر ومن ثم توجه شمالًا إلى محلية كتم حيث زار منطقة دور، منطقة اورشي ، محلية امبرو، محلية كرنوي ، بمناطقها هللية ، ارقوو، جربوكي، شرتبة ، تُوقي، جوراجيم، قيمرية، مسكي، كريكير ، هرمبا ، كامو، بوكي، هنقلا ، ايما ، ومنها إلى الوحدة الإدارية فوراوية بقراها بوبا، قطاط ، قارسلبا، قاسمبا، بجرباء، ومن ثم عاد للمرة الثانية إلى رئاسة محلية كرنوي وثم اتجه إلى قري جنوب وادي سيرا وبدأ بمنطقة ميي، عد الخير، ابو قمرة، جبال فرج الله، منطقة لوكا، وهي آخر منطقة تابعة لمحلية كرنوي او (دار قلا) وفي كل هذه المناطق كان يلتقي بكل المكونات وفعاليات المنطقة (إدارة التعليم والإدارة الأهلية والشباب والمرأة وشيوخ الخلاوي) ويستمع لمتطالباتهم ينفذ ما بوسعه ويتعهد بالمتبقي باشراك المجتمع الذي يمثل عماد اساسي للتنمية.

مسؤول مستشفى المالحة يحدد أبرز المعوقات لعضو مجلس السيادة

الهجرة شرقًا

ثم بدأ جولة أخرى للمناطق الشرقية من محلية امبرو شملت منطقة أم مراحيك ، ثم مناطق محلية كتم، بريديك، انكا وامراي ، ثم تيما ( دونكي البعاشيم).

واستمرت الرحلة بزيارته لمناطق حلف الساني، وساني حيي، والوصول إلى محلية مليط ثم
محلية المالحة دار الميدوب منطقة الحلف (دِريع شِقٌي ) والحلف الثاني ومنها إلى ولاية شرق دارفور لمنطقة خزان جديد، ومنطقة أم شجيرة، وعاد الوفد مرة أخرى إلى مدينة الفاشر ووفده واختتم عضو مجلس السيادة الانتقالي زيارته بمحلية الكومة وتفقد فيها عدد من المؤسسات الخدمية ووعد بتوفير وإصلاح المؤسسات تأهبا للمرحلة القادمة.

ووصف متابعين زيارة عضو مجلس السيادة الانتقالي التفقدية لعدد من محليات شمال دارفور بالفريدة والناجحة لمسؤول كبير منذ سنوات عديدة ومعظم هذه المناطق يزورها مسؤول لأول مرة في تاريخها الطويل والقريب.

بنية تحتية فقيرة

تسهيل تجارة الحدود

انتعاشة اقتصادية تعيشها المناطق الحدودية بشمال دارفور بعد فتح آفاق التجارة مع دولة ليبيا مما أسهم في تدفق السلع الاستهلاكية والوقود والمنتجات الأوروبية ذات الجودة العالية إلى الولاية الأمر الذي ساعد في تعدد الخيارات لدى المواطن بيد أن السلطات الحكومية ما زالت تمارس التضييق على التجار بكثرة الجبايات وتعدد مصادرها ما دفعهم إلى تقديم شكوى إلى عضو مجلس السيادة مطالبين فيها بتوحيد الرسوم المفروضة عليهم في نقطة واحدة بدوره استنكر عضو مجلس السيادة الانتقالي الطاهر أبو بكر حجر ، أخذ (14) برميل وقود من قبل البوابات الأمنية داخل السودان من سيارات الشحن القادمة من دولة ليبيا إلى محلية مليط وأمر بتوحيد الرسوم في نقطة لجعل التجارة جاذبة وإزالة كل العقبات التي تعترض طريق المستوردين إضافة إلى معالجة التحديات التي تعترض طريق المستوردين عن طريق مليط الكفرة الليبية التي من بينها كثرة البوبات التي تتحصل جبايات عشوائية فضلا عن استيراد السلع الضرورية من وقود ودقيق وتتعلل المواصفات والمقايس بمبررات واهية مفداها عدم مطابقة الدقيق الوارد من ليبيا للمواصفات رغم انه ذو جودة عالية وتمتد صلاحيته لعامين والقادم من الخرطوم عام واحد فقط، وسعر ينافس المحلي، والتزم عضو مجلس السيادة الانتقالي الطاهر حجر بمعالجة كل العقبات التي تعترض مسار التجارة بين مليط وليبيا وتعمير ميناء مليط الجاف حتى يعود لسابق عهده في نهضة المنطقة.

وتطرق أيضا إلى العربات غير المقننة البوكو التي توقف استيرادها بعد إيقافها من السلطات السودانية.

المالحة الحدودية مع ليبيا

دعم التعليم

(17) ألف حقيبة مدرسية توزعت على تلاميذ (28) قرية في مدارسهم أدخلت البهجة في نفوس الأطفال ومعلميهم الذين تم دعمهم بالمتطلبات المكتبية المساعدة في التدريس من ورق فولسكاب وسبورة متحركة حديثة إلى جانب أقلام للتصحيح وطباشير علاوة على دعم ميز المعلمين وتحفيزهم بمبالغ مالية تتراوح بين (3) إلى (5) مليون حسب عدد المعلمين في المدرسة لجعل البيئة جاذبة وتحسين ظروف المعيشة البائسة التي يعيشون فيها سيما وأنهم رسل علم ومعرفة يجب الاهتمام بهم، وبلغ إجمالي تكلفة مساهمته في التعليم 190,466,000مليون جنيه.

حقيبة مدرسية لكل تلميذ

دعم المياه

أغلب مناطق المحليات الشمالية لشمال دارفور تعتمد على الخزانات السطحية لحفظ المياه في فصل الخريف وتعتمد عليها على مدار ثلاثة لأربع شهرا بعده يشرب الإنسان والماشية من ذات الخزان مما يسهم في نقل وتوالد الأمراض في بيئة تفتقر للمنظومات الصحية التزم عضو مجلس السيادة الانتقالي الطاهر حجر ، بحفر (29) من الآبار في ذات العدد من القرى والمناطق بتكلفة (116) مليون جنيه بالاستعانة بالية حفر جلبتها حركة تحرير السودان قيادة مناوي تحفر آبارا في المناطق النائية بنصف القيمة المالية وهي تكلف (6) مليون جنيه يدفع المجتمع المحلي (3) مليون جنيه وهي ما التزم به رئيس تجمع قوي تحرير السودان بدفعه للمواطنين لرفع كاهل العبء الاقتصادي عنهم سيما وأن جل المواطنين هم من اللاجئين والنازحين العائدين من المعسكرات وليس لهم القدرة المالية لتحمل تلك المبالغ.

وما زال هناك (30) منطقة مازالت تحتاج إلى آبار مائية وأيضا هناك (4) خزانات تحتاج لإعادة تأهيل حتى تحتفظ بالماء لأطول مدة ما بعد الخريف.

حفر الآبار بدار

دعم الخلاوي

قدم رئيس تجمع قوي تحرير السودان الدعم ل(15) من الخلاوي التي تبرع لها ب(8) طاحونات جديدة و (8) منظومات طاقة شمسية لإنارة الخلاوي إلى جانب دعمهم بالذرة حسب حجم الخلوة وعدد الطلاب ما بين (30) إلى (100) جوال ذرة لكل خلوه أضافه إلى فرشات وكسوة الطلاب بالأحذية والجلاليب، إلى جانب دعم الإدارة الأهلية بمبلغ 24,900,000 مليون جنيه.

طلاب الخلاوي بدار زغاوة

إجماع على الطرق

الأهالي في كل مناطق شمال دارفور يطالبون بضرورة رصف الطرق خاصة طريق الفاشر الطينة وطريق المالحة مليط الفاشر ليسهم في التنمية ويسهل حركة التجارة للمواطنيين لا سيما وأن أغلب طرق المنطقة تغلق في الخريف مما يضاعف معاناة المواطنين.

الوفاء للشهداء

في مشهد مهيب وجد صدى في نفوس أهالي شهداء ثورة التحرير بدارفور وقف عضو مجلس السيادة الانتقالي ورئيس تجمع قوي تحرير السودان الطاهر أبو بكر حجر، وقيادات التجمع أبرزهم رئيس هيئة الأركان أحمد ابوتنقا، امين المال والاقتصاد بالحركة العميد/ ادم الطاهر، وقفوا على المقبرة الجماعية لشهداء معركة وادي الشهيق بأبو قمرة التابعة لمحلية كرنوي جنوبا الذي واري فيه جثامين (117) شهيدا استشهدوا في العام 2004م، إلى جانب زيارة مقبرة شهداء معركة حلف التابعة لمحلية المالحة بشمال دارفور الذي يرقد فيها (23) شهيدا وأخرى بها (17) شهيدا، استشهدوه في معارك ضد متحركات النظام البائد في أبريل 2006م وترحم قيادات التجمع، على أرواح شهداء التحرير معددين مآثرهم وتضحياتهم في معركة التحرير وقيام دولة العدالة، وتعهدوا، بدعم أسر الشهداء وتخليد ذكراهم.

مقبرة شهداء الحلف

شاهد أيضاً

“زفة المولد”.. سودانيون يحيون عادتهم السنوية رغم الحرب

رغم ظروف الحرب، حرص السودانيون على الخروج في مراسم “زفة المولد”، التي اعتادوا على إقامتها سنويا خلال شهر ربيع الأول ابتهاجا بذكرى المولد النبوي الشريف.

الفلاسفة نيوز

مجانى
عرض