بينها السودان .. تحذير أممي من زيادة أزمة الجوع بسبب التغير المناخي

101

أ ف ب – حذّر نائب مدير منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة “فاو”، الثلاثاء، من “تزايد حدة” أزمة الجوع التي تمر بها بعض البلدان الضعيفة، وبينها السودان، بسبب ظاهرة تغير المناخ.

وقال زيتوني ولد دادا، خلال مقابلة مع وكالة “فرانس برس”، على هامش مؤتمر المناخ “COP 27” المنعقد بمدينة شرم الشيخ في مصر: “من الممكن أن تزيد حدة الأزمة إذا لم يتم اتخاذ قرارات عاجلة وكبيرة”.

وأضاف: “قد نجد عدد الناس الذين يعانون الجوع يرتفع من عام إلى آخر ويعد تغير المناخ أحد الأسباب”، مؤكداً أنه “تحدٍ كبير وخطير وبات أمراً واقعاً، نسعى لتحقيق هدف الأمم المتحدة وهو ألا نترك أحداً وراءنا”.

وأعرب ولد دادا عن قلقه بسبب تداعيات التغير المناخي، قائلاً: “الوضع مقلق كثيراً، لأن تأثير تغير المناخ يظهر في كل مناطق العالم خصوصاً المناطق الضعيفة والأكثر تضرراً مثل السودان”.

واعتبر أن أبرز التحديات التي تواجه المنظمة في البلدان الفقيرة هي “النزاعات وضعف البنى التحتية وعدم كفاية القدرة لإنجاح المشروعات، رغم امتلاك موارد بشرية هائلة، ولكن دائماً نحتاج لقدرات من الخارج”.

وتابع ولد دادا: “دائماً نطالب حكومات الدول بتسهيل الوصول والاتصال بالشعوب الأكثر احتياجاً، خصوصاً من ناحية الغذاء، كذلك لا بد من فتح الطرق التجارية، لأن ذلك يساعدنا أيضاً في الوصول إلى هذه الفئات. ما نحتاج إليه هو إرادة سياسية لمكافحة الفقر والجوع في العالم”.

صراعات السودان
وبين تضخم تخطى نسبة 100% ونقص في المواد الغذائية في السودان، يعاني ثلث السكان البالغ عددهم 45 مليوناً من الجوع، بحسب بيانات الأمم المتحدة.

ومطلع نوفمبر، أشارت منظمة “فاو” إلى أن 84% من الأسر بما يتخطى 2300 أسرة شملها التقصي في 10 ولايات سودانية، تحتاج إلى الدعم بين الأشهر الثلاثة إلى الستة المقبلة.

وعلّق ولد دادا على ذلك قائلاً: “لا يعقل أن تصل واردات إفريقيا من القمح إلى 40% من أوكرانيا وروسيا وهي مليئة بالموارد الغنية”، مشيراً إلى أن مؤتمر المناخ تعتبر “فرصة” لإعادة النظر في ملف الأمن الغذائي في القارة بأكملها.

والاثنين، أعلنت السلطات السودانية مقتل 24 شخصاً في اشتباكات قبلية وقعت في إقليم دارفور المضطرب، غرب السودان، ما أدّى إلى إعلان حالة الطوارئ.

وقتل هذا العام أكثر من 600 شخص، ونزح أكثر من 210 آلاف آخرين، بسبب نزاعات قبلية في السودان، وفقاً لإحصاءات الأمم المتحدة، إذ يدور القتال إجمالاً بسبب خلافات لتأمين المياه والرعي.

الصمغ العربي
وفي مايو، اتفقت “فاو” والهيئة القومية للغابات بالسودان على تنفيذ مشروعات لزيادة عدد أشجار الصمغ العربي لتعزيز القدرة التكيفية للمجتمعات المحلية واستعادة إمكانات مصارف الكربون.

ونشر موقع “فاو” آنذاك أن “استعادة زراعة الغابات من خلال أشجار الصمغ المقاومة للجفاف ستجعل زراعة الأراضي الجافة أكثر مرونة في ظل تغير المناخ”.

وفي هذا الصدد، قال ولد دادا: “مشروع الصمغ العربي (بتكلفة 10 ملايين دولار) يعمل في السودان وكان تنفيذه بناءً على طلب البلد”.

ويعتبر السودان أكبر منتج للصمغ العربي في العالم، إلا أن ارتفاع أسعار الوقود يدفع العديد من السودانيين إلى استخدام أخشاب أشجار الصمغ (الطلح والهشاب) من أجل الطهي والتدفئة.

وبحسب صحيفة “السوداني” المحلية، فقد أنتج السودان في الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري، قرابة 100 ألف طن من الصمغ العربي.

تعليقات
Loading...

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد