تقرير / آمنة حسن
في خطوة مفاجئة أعلن عدد من الضباط المتقاعدين تشكيل قوات عسكرية أطلقوا عليها قوات كيان الوطن، وقال الصوارمي خالد سعد في مؤتمر صحفي الأحد أن هدفهم مساندة الجيش والأجهزة الأمنية ، مطالبين في ذات الوقت بإلغاء اتفاق سلام جوبا ، و قد اثار هذا الحدث انتقادات واسعة خاصة في ظل الوضع المعقد الذي تعيشه البلاد .
رد على الحركات
وقد تم اعتقال قائد هذه القوات الصوارمي خالد سعد كأول ردة فعل لهذا الجسم الجديد الذي يضم فصائل مسلحة من متقاعدي الجيش من الوسط والشمال والشرق وكردفان الكبرى ،. ولاحقاً اعتقال نائب رئيس الكيان اللواء محمد رحمة الله الى جانب عدد من المنضوين تحت الكيان .
وصرح رئيس الكيان ان لديهم اكثر من 28 هدف أبرزها إلغاء اتفاقية جوبا فضلا عن التمسك بوطنية القوات المسلحة ووحدتها الى جانب تمثيل الولايات ، وقال ان هذه القوات للتوازن للرد على الحركات التي كونت قوات وتحصلت على مناصب و وزارات ، وان الوسط والشمال لم يتم منحهم اي مناصب للقيادة والوزارات لأنهم لم يقوموا قوات أسوة بحركات دارفور ووصف قوات الحركات المسلحة بالحفنة
اتهامات
عدد من الكيانات والاحزاب اتهمت حزب المؤتمر الوطني بأنه خلف هذه الحركة وهو المدبر والمخطط لها لاثارة الفتن و رداً على قرارات مجلس السيادة الأخيرة عندما طالب الاسلاميين بالابتعاد عن الجيش خلال خطابه في حطاب وفي المرخيات ، وفي تعليق للجبهة الثورية وجهت اتهام مباشر لحزب المؤتمر الوطني المحلول بالوقوف وراء الكيان .
وفي ذات قال المحلل السياسي فاروق البدوي للفلاسفة نيوز أن هذه خطوة سلبية وغير موفقة في ظل سعينا لإخراج البلاد من النفق الضيق والأزمة السياسية التي تعيشها ، و نحن نريد إيقاف مد الحركات المسلحة وليس زيادتها ، لكن كل أصابع الاتهام تشير الى الاسلاميين او حزب المؤتمر الوطني بعد القاء القبض على ستة منهم من بين 12 شخص .
ثلاثون عاماً
وقال الأمين العام للحزب الوطني الاتحادي الموحد وعضو المكتب التنفيذي للحرية والتغيير محمد الهادي محمود لصحيفة الأخبار ان الشعب السوداني عاش اثاراَ سالبة خلال الثلاثين عاماً التي حكم فيها التيار الإسلامي البلاد بالحديد والنار وخروج هذا الكيان المسلح من ضمن هذه الآثار حيث يدعي انه يمثل الولايات التي لم يحمل بعض اهلها السلاح للدفاع عن قضايا هذه المناطق هذا هو الخطل بعينه وهذه الفوضي والفشل الذي ما بعده .
هذا العمل الذي يقوده الضابط معاش الصوارمي الذي كان الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة التي جرت مياه كثيرة تحت الجسر للجيش السوداني خلال هذه العقود الثلاث ودعوة الصوارمي ومن معه من الضباط الاسلامين هي دعوة حق يراد بها باطل لذا نجد كل هذا الذي يحدث للوطن من هذا التعقيد والازمة السياسية التي اصابت الحياة في طول البلاد وعرضها هو من اثار انقلاب الجبهة القومية على الشرعية الدستورية في 30 يونيو 1989 والذي قضي عليه بثورة الشعب الديسمبرية المجيدة في 2019 .
ولكن قوي الشر من الانقلابين اعادت الكرة والحلقة الجهنمية بانقلاب 25 اكتوبر الذي ادخل البلاد في هذا الفشل الكبير من الانهيار الاقتصادي والتفلت الامني الغير مسبوق الذي جعل الكل يتصرف كيفما اتفق فنجد امثال الصوارمي ونفر من الضباط المنتمنين للتيار الاسلامي وهو بالتأكيد بتحرك من المؤتمر الوطني الذي فقد البوصلة بعد الثورة وخصوصا بعد التجاوب الكبير من القوي السياسية مع مشروع الدستور الانتقالي من نقابة المحامين جن جنون الحركة الاسلامية وبقايا المؤتمر الوطني .
إثارة العنصرية
وقال محمد الهادي ان حزب المؤتمر الوطني يمكن أن يقوم بافعال تخريبية وليست غريبة عليهم كما قال السياسي الكبير الحاج وراق (لاتجد في السودان اي اعمال ارهابية لان الاخوان المسلمين هم الحاكمين) ولكن انظروا اليهم وهم خارج الحكم ستجد الارهاب بكل اشكاله والوانه في السودان فنجد امثال هذا العمل المنبت من الصوارمي لاثارة قضايا العنصرية البغيضة وتهييج مشاعر الانتماء المناطقية بين ابناء الوطن وهو عمل مرفوض جملة وتفصيلا وقبلا حمل السلاح ولايزال يحمله بعض ابناء دارفور وجبال النوبة والنيل الازرق ضد نظام المخلوع البشير الذي اثار النعرات القبلية بسياسة فرق تسد التي اخرجت العفريت العنصري والاثني الذي انقلب عليهم انقلاب السحر علي الساحر والذي له اثاره السالبة التي لم يتخلص الوطن منها إلى الآن
دولة المواطنة
وأكد الهادي ان الحركات المسلحة والجيوش المتعددة مشكلة لا يزال الوطن يعاني من اثارها السالبة حتي نضع لها الحلول في المشروع الوطني ، والذي نتمني ان يري النور قريباً وهو حلم الشعب السوداني لانه يعالج كل قضايا الوطن في الهوية وتقسيم السلطة والثورة والتي تختتم بمؤتمر دستوري ينهي الازمة الوطنية السودانية حتي نعيش في وطن سالم معافى يجمع ولا يفرق وتجد فيه الاقلية نفسها قبل الاغلبية في دولة المواطنة المتساوية والتراضي الوطني والحرية والسلام والعدل والكرامة الانسانية لكل هذا الشعب الصامد رغم كل هذه المصائب والمحن لا يفقد الأمل .
مسرحية جديدة
وقال المحلل السياسي صلاح الدين الدومة للفلاسفة نيوز أن ما سمي بكيان الوطن هو شكل جديد ضمن جسم كبير يضم المؤتمر الوطني وكتائب الظل والأمن الشعبي والدولة العميقة وغيرها من كيانات الاسلاميين، وكذلك فإن الصوارمي خالد سعد وعبدالفتاح البرهان ينضويان تحت جسم واحد ، والإعلان هذا الكيان الغرض منه بعث إشارات متناقضة لتخريب الاتفاق القادم وهي ليست المرة الأولى فقد سبق ذلك كثير من المسرحيات لافشال الإعلان السياسي مثال لذلك الجنود الذين تم قتلهم والتمثيل بهم في الفشقة ومبادرة الجد وطيران مروي وغيرها من الأحداث ، وأضاف الدومة انه ليس باستطاعتهم القيام باي اعمال مسلحة او إرهابية او تفجيرات لان أصابع الاتهام ستتوجه إليهم والولايات المتحدة الأمريكية ستدخل بقوة .