قراءة في بيان الشرطة… كيف ينحرف الحراك الثوري عن السلمية…؟

155

عيسى دفع الله

تطبيق لبيان الشرطة 25 أكتوبر الخاص بشيطنة الحراك الثوري وإدانته بسبب رفع الثوار إعلام فيها صور رفاقهم الشهداء الذين غدرتهم ذات السلطة الانقلابية، وميليشياتها، واقتنصتهم ، واحد تلو الآخر بمقذوفات الغاز المسيل للدموع، والذخيرة الحية كأنما هي في معركة تواجه فيها عدوا خارجيا مدججا بالسلاح، وليس حراك سلمي عماده الشجعان من أولاد وبنات شعبنا الأبي رغم أن التغيير الذي يطمح فيه الثوار في المقام الأول يطمح في إحداث طفرة في جهاز الشرطة المثخن بفساد قياداته الموالية لمجرمي الإسلامين وتأهيل وتدريب العنصر البشري فيه بما يتواءم مع نظرائه من أجهزة الشرطة في الدول المتقدمة وليس عسكريا متعبا ومريضا ويغلبه الوقوف على حيله من فرط الجوع والفاقة التي فتكت به بسبب أن الراتب الذي يتقاضاه لم يتجاوز المئة دولارا وهي بالكاد تكفي للمواصلات فكيف له أن يتصرف ليسد رمقه لبقية احتياجات الحياة الأساسية.

الشرطة اليوم في مواكب 30 أكتوبر استخدمت عنفا مفرطا ضد الثوار وكأنها لها ثأر شخصي ضدهم عدد الإصابات الكبير الذي وصل إلى مستشفى الجودة ينذر بالخطر، ومخطط شرير انتهجته أجهزة الانقلاب القمعية لضرب الثورة، ولكن الديسمبريون يقولون لهم إن الثورة باقية وتتمدد وأن كان العنف يخمد الحراك لقمعه البشير بكل ترسانته الحربية. على البرهان وزبانيته العودة إلى رشدهم قبل أن يجدوا أنفسهم مكبلين بالأصفاد في سجن كوبر يشكون ضيق الحال والباعوض ويتشاجرون حول إناء الغسيل.

وفي بيان أصدرته الشرطة مساء الأحد تناولت فيه مواكب 30 أكتوبر كالت السباب لمواكب الثوار، وقالت بأنها انحرفت عن السلمية وعددت خسائرها من إصابات أفرادها، ومركباتها دون أن تذكر جموع مصابي الثوار، ولا عددهم رغم أنها الفاعل في ذلك، ازدواجية غريبة تتعامل بها الشرطة فكيف لها، وهي التي حمت مواكب الفلول أمس القريب رغم خطاب الكراهية الذي نفثته أبواق الانقلابين وتهديدهم بحرق البلد في منصة أعدت لذلك ووفرت لها الحماية والرعاية كيف لها أن تتهم من يغنون للمحبة، والسلام بإثارة العنف كيف لمن يضحي بروحه من أجل هذا البلاد أن يخرب أو يعتدي على الناس.

تعليقات
Loading...

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد