جنوب دارفور…دعوات للإهتمام بالصحة النفسية

129

تقرير: حسن حامد

العاشر من إكتوبر فى كل عام يأتى الإحتفال اليوم العالمى للصحة النفسية للتذكير بأهميتها فى حياتنا وزيادة الوعي والمعرفة بمفهوم الصحة النفسية وتأثيرها المباشر علي حياة الإنسان من الميلاد وحتي الوفاة.

ومنذ العام ١٩٩٢م الذي إجتمعت فيه عدد (١٥٠) دولة قرروا فيه الإحتفال باليوم العالمى للصحة النفسية.
وبحسب تعريف منظمة الصحة العالمية لها بأنها حالة من إكتمال العافية جسديآ و نفسيآ و إجتماعيآ وليس فقط خلو الجسم من الأمراض.
أما الإضطراب النفسي فهو الذى يتمظهر كخلل في التفكير، المشاعر والإنفعالات (المزاج)، الإدراك، أعراض جسمية لا يوجد لها تفسير طبي أو إضطراب الوظائف الفسيولوجية كالنوم والأكل والجنس من غير وجود سبب عضوى وتتسبب هذه الأعراض فى معاناة الإنسان و تقلل من كفاءته وقدرته.
فالمشكلات العالقة حاليا من تنامى خطابات الكراهية والجهوية والتعصب وإتساع دائرة تعاطى المخدرات ومساحات التسول والتشرد وهواجس أخرى جميعها لها إرتباط وثيق بالصحة النفسية التى تحتاج لإخراجها من غرف الإنعاش المتعمد حتى تصبح قادرة على تقديم الخدمة للمواطن وما أكثر الكوادر المؤهلة والمدربة فى مجال الصحة النفسية بربوع بلادى.
وبرزت أهمية الصحة النفسية بولاية جنوب دارفور فى الإحتفال باليوم العالمى للصحة النفسية الذي أقيم بوزارة الصحة تحت شعار(جعل الصحة النفسية والرفاهية للجميع أولوية).
أهمية قصوى
مدير إدارة الصحة النفسية بوزارة الصحة بجنوب دارفور منيرة حسين عبرت عن تقديرها لكل من شاركهم الإحتفال بهذا اليوم والداعمين له.
وقالت منيرة إن الصحة النفسية رغم أهميتها إلا أنهم فى جنوب دارفور والسودان عموما مازالوا متأخرين فى مجال الصحة النفسية التى تعانى من الإهمال من قبل السلطات المختصة مطالبة بأن يكون هذا الإحتفال فاتحة خير لجعل الصحة النفسية أولوية.
العمل فى ظروف معقدة
الطبيب المختص فى مجال الطب النفسي د. عوض الكريم أبدى بالغ حزنه لما يواجهه قسم الصحة النفسية من إهمال وجهل متعمد بأهميتها وقال إن الكوادر العاملة فى هذا المجال يعملون في ظل ظروف بالغة التعقيد وبيئة ينعدم فيها الدعم لكنهم رغم ذلك ولقناعتهم برسالتهم السامية يقدمون الخدمة الإنسانية للمحتاجين لها لتحقيق هدف تعريف الصحة النفسية وهى درجة من التوافق النفسي والجسدى بما يستطيع الإنسان ممارسة حياته بصورة طبيعية وتابع( على مستوى السودان وجنوب دارفور بصفة خاصة هنالك جهل واضح بهذا القسم المهم رغم أن الصحة النفسية تبدأ من المنزل والشارع والمدرسة والمؤسسة وحتى نحن الأطباء ليس لدينا إهتمام بالصحة النفسية والمصيبة الكبري فى وزارات الصحة التى تهتم بإنشاء المستشفيات المتخصصة فى مجالات مختلفة دون أن تعطى الصحة النفسية أدنى إهتمام.
وإختتم عوض الكريم حديثه بأن علاج الأمراض النفسية ليس بالحجبات والبخور وإنما علاجها عند الأطباء مناشدا الحكومة والمنظمات والخيرين بتوجيه جزء من الإمكانيات لإنشاء مركز متكامل للصحة النفسية والإدمان للخروج إلي بر الأمان.
حوجة الإقليم
ظروف الحرب العصيبة التي مر بها إقليم دارفور والإفرازات التى صاحبت ذلك فهى بحاجة لعمل نفسي متواصل لإخراج تلك الآثار من نفوس المواطنين.
وان تأتى متأخرا خيرا من أن لا تأتى فإن تأكيدات ممثل مدير عام وزارة الصحة بالولاية مدير الطب العلاجى د. عبدالرحيم الخليفة جابر بإهتمام وزارة الصحة بقسم الصحة النفسية يحتاج لتطبيق عملي يؤكد البيان بالعمل حتى تكون الصحة النفسية واقعا يمشي بين الناس.
وقال عبدالرحيم إن مشاركتهم في الإحتفال تأتى من واقع أهمية الصحة النفسية واضاف(إقليم مثل دارفور طالع من حروب فلابد أن يقوم قسم الصحة النفسية بكامل قواه ويصبح واقع ومزود بكوادر مؤهلة فى الجانب العلاجى والنفسي).
وأشار الخليفة إلي وجود عدم وعى بالصحة النفسية بالولاية ودارفور عموما مشددا على أهمية الدور الإعلامي لتوصيل الرسالة وان لا يكون هذا الحراك مرتبط بالإحتفال باليوم العالمي فقط فلابد من المواصلة فى عكس أهمية الصحة النفسية للمواطنين نظرا للمشكلات العالقة التى تحتاج لهذه الخدمة.
وجدد الخليفة تأكيده على إهتمام الوزارة بالصحة النفسية وإيجاد مقر للإدارة بجانب السعي لتطوير القسم النفسي بالمستشفى مع إحضار إختصاصي للعمل بالولاية والانفتاح نحو المستشفيات الريفية بهذه الخدمات.
وناشد الخليفة حكومة الولاية والمنظمات أن تكون لها مساهمات كبيرة فى إنشاء مستشفي متخصص للصحة النفسية والإدمان لمعالجة العديد من القضايا العالقة بدارفور.

تعليقات
Loading...

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد