سفيرة السلام لدى الأمم المتحدة الناشطة الحقوقية “عزيزة عوني” تقول ل(الفلاسفة نيوز) الثقافة سلاح ناعم لمحاربة الفقر والجهل

270

عزيزة احمد عوني سفيرة السلام لدى الأمم المتحدة و ناشطة حقوقية و باحثة في مجال التنمية المستدامة و عضو مجلس التعاون الخليجي و أول إمرأة تكرم من نجوم بوليود بمناسبة اليوم العالمي للمرأة في الهند شاركت بعدد من الأوراق العلمية في عدد من بلدان العالم تعمل مدرب دولي في مجال إعداد القادة مقيمة بتونس لديها العديد من النشاطات في دول عربية و إفريقية إلتقيناها بتونس العاصمة و أجرينا معها الحوار التالي:

حوارها بتونس : الفاتح بهلول

  • كيف تنظرين لهذا الحراك الثقافي بتونس

نرحب بكم استاذ الفاتح في تونس و أنتم تشكلون حضور أنيق بالمهرجان الدولي للمونودراما بقرطاج ومثل هذه المهرجانات لا تتوقف بتونس ابدآ فقد تختلف في نوعياتها كإختلاف فصول السنة هذا ما جعل لأن تكون تونس عاصمة الثقافة العربية والشعب التونسي لديه إهتمام كبير بمختلف الأنشطة الثقافية من مسرح و سينما وفنون و شعر و نشر والمهرجان الدولي للمونودراما في دورته الرابعة بعروضه المسرحية المختلفة بالإضافة للقراءات الشعرية و توقيع الكتب أحد تلك الأنشطة التي تعد غذاء روحي للإنسان أو كما قال بيكاسو أن الفن يمسح عن الروح غبار الحياة اليومي أو أرسطو الذي قال إن الفن شكل من أشكال العلاج …

عزيزة عوني
  • نشاط ثقافي دائم هل تونس تتنفس الثقافة ؟

لو ملاحظ ان تونس هي الدولة الوحيدة التي لديها مدينة كاملة للثقافة تحتوي على عدد كبير من الأقسام و القاعات و المسارح ودار للكتاب و دار للرواية و دار للاوبرا كما أن المسارح الأخرى بتونس لم تغلق أبوابها مطلقآ حيث ظلت مفتوحة الابواب للأعمال الثقافية من أعمال غنائية ومسرح و مسرح طفل الذي بدوره يحظى بإهتمام كبير منذ النشأة الاولى مرورآ بالمدارس و المعاهد و مراكز التدريب في حالة نشاط دائم كسائر المحافل الدولية كمهرجان بنزرت الدولي والمهرجان هذا الذي يعد من أعظم المهرجانات بالعالم العربي في دورته الرابعة بمشاركة (40) دولة أضف إلى ذلك مهرجان قابس و لا نغفل عن مهرجانات الأحياء مع العلم ان هذه المهرجانات لا ترتكز في تونس العاصمة وحسب بل تتوزع في جميع الولايات و المدن التونسية الأخرى أضف إلى ذلك إهتمام تونس بالثقافة وحرصها على المشاركات الدولية رغم الظروف التي تعيشها تونس و العالم العربي كل هذا يؤكد أن الثقافة بتونس بمثابة غذاء للشعب التونسي ..

*ماذا عن المشاركات الدولية ؟

ظلت الجمهورية التونسية منذ عهد بعيد تولي المشاركات الدولية إهتمام خاص في كافة المجالات وتفرد لذلك ميزانيات خاصة حيث نجد أن مسرح الطفل مثلآ يشكل حضور بجميع المحافل الدولية علاوة على مشاركات الفنانين في جميع مهرجانات العالم

*ماذا تقولين عن أهمية المسرح لدى تونس ؟؟

دعنا نؤكد أن الشعب التونسي شعب زواق لجميع أشكال الفنون وفن المونودراما أحد تلك الفنون لذلك ليس بغريب أن تفرد تونس مساحة لهذا النوع من الفنون دعنا نعرف هذا الفن فهو من أشكال المسرح التجريبي التي تطورت خلال القرن العشرين حيث نجد أن المونودراما تقوم على ممثل واحد يسرد الحدث عن طريق الحوار ويتم تعريفها على أنها خطبة أو مشهد مطول لشخص واحد فهو نص مسرحي أو سينمائي لممثل واحد وهو المسؤل عن إيصال رسالة النص ودلالاته نجد أن تاريخ المونودراما يعود إلى العام 1775 ومن أشهر الأعمال هي مسرحية مضار التبغ لتشيخوف فن بهذه العراقة أليس من الأفضل الإهتمام به بدل أن يندثر؟ و طالما أن تونس صنفت كعاصمة لهذا الفن من الطبيعي أن تكون حاضنة لسائر الفنون المسرحية الأخرى فلقد شاهدتم اخي الفاتح إفتتاح المهرجان الذي حظي بحضور دولي متميز علاوة على عدد العروض المقدمة ومشاركة المنظمات الثقافية وهذا التنوع في الحضور الذي إحتضنه أكبر المسارح بتونس و هو المسرح البلدي هذا المسرح الروماني التصميم الذي ظل قبلة لجميع الانشطة الثقافية من كافة البلدان حيث تم تشيده في عهد بن علي وافتتح بصورة رسمية بعد قيام الصور كل ذلك خير دليل على أن للمسرح أهميته لدى تونس .

*الم تتأثر المناشط الثقافية بالتغير الذي شهدته تونس ؟؟

رغم تعاقب الحكومات إلا أننا نجد انها قد أعطت الثقافة أولوية كبرى وافردت ميزانيات خاصة لها فهي متنفس لنا في تونس وهي تعتبر بصيص الأمل لكل الشعوب خصوصآ الدول التي شهدت الربيع العربي بإعتبار أنها من تقود الناس نحو الأفضل ولو تلاحظون ان عدد من البلدان التي حدث بها تغيير قد تأثرت الثقافة بذلك إلا أن تونس ورغم جائحة كورونا لم يتوقف النشاط الثقافي فيها هذا لأن أن التوانسة يعتبرون أن الأعمال الثقافية من الأولويات لذا ظللنا نحافظ على هذا الجانب فهي بمثابة تقاليد لنا لذا يمكن أن نقول أنها تحري في عروقنا كجريان الدم وصراحة لن تستطيع أن نتخلى عن هذه الأنشطة ولو رجعنا بالذاكرة إلى أيام الثورة التونسية تجد أن كافة الشعارات إتسمت بالجانب الغنائي المصحوب بالموسيقى شارك في أداء الشعارات كبار الفنانين التوانسة

  • ماهي رسالتكم للشعوب التي توقفت بها الأنشطة الثقافية بسبب التغير ؟؟

بإعتباري سفيرة لدى الأمم المتحدة دعنا نكون أكثر وضوحآ لأن الإقتصاد يرتبط إرتباط وثيق بالثقافة وكذا الأمن ايضآ يرتبط بها وحينما يكون هنالك نشاط ثقافي بالمقابل يتحقق النمو الإقتصادي و السياحي ونحن في تونس نعول على قطاع السياحة كثيرآ والنشاط الثقافي مؤشر لحركة النمو الإقتصادي لأن مهرجان قرطاج هذا شبيه بمهرجان جرش بالاردن وبعلبك بلبنان ولو لم تكن تلك المهرجانات ذات اثر واضح ما كانت لتصمد حتى الان ..

*دعوة للدولة العربية و الأفريقية

أنا أدعو الدول خصوصآ تلك التي حدث بها تحول سياسي بالتعويل للثقافة فالثقافة اسم على مسمى وهي مفتاح الشعوب فإذا ما أردت التعرف على شعب معين لابد من معرفة ثقافته التي من خلالها تستطيع أن تقيم شعب البلد المعني ولازم نعترف أن هنالك بعض الناس اعداء للثقافة ولو تم تفعيل النشاط الثقافي تجد انهم يقلقون من ذلك لأنها توحد الشعوب نحو هدف واحد ..

  • ماذا تتوقع أن يحدث خلال الدورات القادمة للمهرجان الدولي للمونودراما

دعنا نتحدث عن أمر واحد وهو أن كل شيئ تكون بداياته بسيطة لكنه ينمو و يتطور في حال ايمان القائمين بنظرية التطور بالإضافة للإرادة و الطموح فهي وسيلة من وسائل النجاح لذلك نحن نتطلع من خلال الدورة القادمة بأن تكون المشاركة على نطاق أوسع لترتفع نسبة المشاركة إلى (100) دولة تشارك بأعمال متنوعة و ثقافات متنوعة لأن اي محفل دولي يكبر بالمحتوى من خلال البرامج الحساسة التي تناقش قضايا الإنسان ونحن بتونس لن نقف في هذه النقطة بل نسعى لتحقيق مزيد من النجاح وعبركم أدعو جميع الفنانين و الكتاب و المخرجين بأن يكونو ايجابيين وقدموا كل ما لديكم من إبداع حتى تنهض بلدانكم كونوا قريبين من المجتمع وتحسسوا قضاياه لأن الفنان جزء من هذا المجتمع فهو لسان حال الشعب الذي عبره تصل رسالة المجتمع التي يترجمها في قوالب ثقافية فهي سلاح ناعم للحد من الجهل و الحروب التي دمرت العالم ولتكن هذه الأعمال عنونآ الإنسانية، ومن خلالك استاذ بهلول اسمح لي أن أنقل إعجابي بمسرحية الغراب التي تحدثت عن واقع حال المواطن السوداني جراء الحروبات التي دارت بالسودان ومازال المواطن يدفع ثمنها ….

الخاتمة :
النشاط الثقافي بتونس في حراك دائم على مدار هذا بفضل الإدراك الحقيقي لشعب تونس بأهمية هذه الأعمال الأمر الذي جعل من تونس عاصمة للثقافة و السياحة …

هوامش :

*المونودراما أحد أشكال الفن التجريدي

  • مسرحية الغراب الأبيض تحدثت عن واقعنا اليوم
  • المناسك الثقافية بتونس لم تتأثر بفعل التغيير
  • نتطلع لأن تكون الدورة القادمة بمشاركة أكثر من 100 دولة
    *رغم تعدد الأنظمة إلا أن الثقافة من أولويات تونس
تعليقات
Loading...

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد